ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ. ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻜﺎﻓـﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. وﻣﺠﺎﻻﺗﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم. ﺑﻘـﻠﻢ. اﻟﺪﻛﺘﻮر. اﻟﺒﺸﻴﺮ اﻟﺮﻳﺴﻮﻧﻲ. عرف العرب نظام التكافل الاجتماعي قبل الإسلام، وعندما جاء الإسلام عزز ممارساته، وحث عليها، وجعل لها ثوابًا عظيمًا. حيث حرص الدين الإسلامي على بناء مجتمع متكافل متعاون متحاب مترابط. قال الله تعالى : "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة : 2 ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا " [ متفق عليه [ ويؤكد هذا المعنى قول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " [ البخاري و مسلم ] ولهذا فإن التكافل الاجتماعي في الإسلام ليس مقصورًا على المساعدات المادية فقط ، بل إن التواد والتراحم والتعاطف المعنوي هو نوع من التكافل بين أفراد المجتمع. وسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم- وسيرة الصحابة – رضوان الله عليهم- من بعده مثال حي لما يمكن أن يكون عليه التكافل في المجتمع. التكافل الاجتماعي في الإسلام يبدأ من نواة المجتمع أي من الأسرة؛ فهو يحرص على كل ما من شأنه أن يحفظ الأسرة من التفكك والانهيار، ويبدأ التكافل الأسري حين يتحمل الزوجان المسؤولية المشتركة بينهما فيقوم كل منهما بواجباته تجاه الأسرة ،ويؤدي دوره الذي أملته عليه طبيعته وفطرته؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها " [ البخاري و مسلم ] ينتقل التكافل من الأسرة إلى المجتمع ، فهناك كبار السن وهم أحوج ما يكون إلى الرعاية ، وهناك صغار السن والأيتام، قال تعالى: " فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر"[ الضحى:9-10 ] ، وقال رسوله الكريم: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا " [ أبو داود و الترمذي] وهناك كفالة الفقراء والمساكين، وتكون كفالتهم بمحاولة إيجاد فرص عمل أمامهم، فإن لم يحصلوا على العمل لسبب أو لآخر، فهناك الزكاة والصدقات، قال تعالى: " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم. " [ التوبة : 60 ] وهناك أيضًا الجار والغريب المنقطع عن أهله، والغارم والأسير.